نقدم لكم مراجعة وتقييم أحدث أجزاء سلسلة أساسنز كريد الذي يأتي تحت عنوان أساسنز كريد فالهالا :
قدمت لنا شركة Ubisoft ملحمة جديدة تجمع بين الأساطير و الواقع لتدخلنا إلى عالم غني بالغموض و الإثارة، و يتعلق الأمر بلعبة أساسنز كريد فالهالا التي تأخذنا هذه المرة في رحلة أسطورية نستكشف فيها تاريخ الفايكنج العريق الذي يتمحور حول المعارك، المداهمات و كل ما يصاحب ذلك من معاني الصداقة و الشرف التي تحكمها الأساطير و التصورات القديمة لما بعد الموت، فدعنا نكتشف إلى أي مدى نجحت هذه اللعبة في توفير المتعة الكاملة لنا.
في Assassin’s Creed Valhalla سترافق الفايكنج في رحلتهم التي يسعون من خلالها إلى التوسع في ممالك انجلترا تحت قيادة المحارب(ة)Eivor الذي يطمح إلى بلوغ المجد بصحبة أخيه Sigurd ، و كما حدث سابقا في لعبة Odyssey ستتيح لك فالهالا حرية الاختيار بين جعل إيفور ذكرا أو أنثى، كما يمكنك اللجوء إلى الاختيار العشوائي، و الجيد في الأمر أنك لن تكون ملزما على استعمال نفس الجنس طوال مدة اللعب بل تستطيع تغييره في أي مرحلة، كما ستكون قادرا على تخصيص المظهر الخارجي لشخصيتك. و أكثر ما يثير الإعجاب في اللعبة بأكملها هو ما تتيحه لك من مجال للمشاركة في بناء القصة ككل، فهي تدفعك إلى اتخاذ قرارات تؤثر بشكل كبير على منحى الأحداث بعد أن تقدم لك كل ما تحتاجه من معلومات لتنجح في تحديد القرار الأصح، و لا تقلق من عدم قدرتك على فهم الحبكة القصصية و الانسجام معها كما ينبغي، فأنت غير مضطر للتعامل مع إحدى اللغات الأجنبية لأن اللعبة تدعم اللغة العربية في القوائم و الحوارات على جميع منصات الجيل الحالي و الجديد.
و في نفس السياق نجد أنًّ Valhalla تتبع توجها قصصيا مختلفا عن أجزاء سلسلة Assassin’s Creed السابقة، فهي أشبه ما يكون بمجموعة من قصص الفايكنج التي تملك كل منها أحداثها الخاصة و شخصياتها البارزة، و تجتمع في النهاية حول نفس الخط الروائي الرئيسي الذي يضم المهمات الرئيسية لإيفور و عشيرته، و سيقودك المسار في كل مرة إلى مستوطنتك Ravensthorpe التي تعود إليها بعد كل مهمة لتعمل على تطويرها من خلال بناء مرافق و بنايات جديدة و تزيينها كما تريد، كما تضم هذه المستوطنة كافة العناصر التي ستحتاجها لتغيير مظهرك و ترقية عتادك، و هذه اللمسة هي ما جعلت Assassin’s Creed Valhalla أكثر ترابطا.
أما فيما يخص الإطار التاريخي للعبة أساسنز كريد فالهالا فنجد أنها تدور في فترة عرفت باتساع رقعة النهب و كان فيها الولاء أمرا نسبيا يسهل تغييره في أي لحظة، و قد نجحت اللعبة في إظهار هذا الجانب بكل وضوح، حيث ستعيش فيها قتالات حماسية و مثيرة تكون أحيانا ضد أعداء كانوا في وقت ما أصدقاءك، و من أجل بلوغ النصر ستعتمد على عتاد قوي يتكون من سلاحين أساسين، كما ستكون قادرا على تغيير أساليبك القتالية لتحصل على عدد من التحركات الفريدة التي من شأنها أن ترفع المتعة إلى أقصى مستوياتها، و من المثير كيف ستنجح اللعبة في إدهاشك بالطرق المختلفة التي يمكن أن تستعملها شخصية إيفور لتقضي على أعدائها بكل دموية دون أن تضطر حتى إلى تغيير الأسلحة.
و بطبيعة الحال القتال ليس كل ما يدور حوله أسلوب لعب Assassin’s Creed Valhalla ، فالعديد من المهمات تتطلب منك التخفي لإتمامها، و في هذا الصديد ستوفر لك اللعبة بعض المميزات الرائعة التي سبق و أن تعرفنا عليها في الأجزاء السابقة؛ مثل التموه بين الحشود لتجنب الحراس أو خلق مصدر إلهاء لتشتيت انتباههم، و لكن هذا سيظهر لك أحد الجوانب السلبية المتمثلة في ضعف الذكاء الاصطناعي الذي ستستشعر به خللا في المنطق.
و لن تكتمل متعة Valhalla AC من دون تخصيص وقت كافي لاستكشاف العالم المفتوح سواء مشيا على الأقدام، بامتطاء الحصان أو بالإبحار في القوارب، و ستجد خلال رحلتك تلك ما يلزمك من موارد لتطوير مستوطنتك و ترقية عتادك، كما ستصادفك بعض المناطق التي تضم ألغازا سريعة أو مهمات جانبية بسيطة تتسم أحيانا بروح الدعابة، و لكن ربما كان ليكون أفضل لو اعتمدتUbisoft على عالم أصغر حجما و أكثر امتلاءً بالموارد، فكثيرا ما ستجد نفسك قد قطعت مسافات كبيرة للغاية دون أن تجد ما تحتاجه بالفعل، و ستكون مضطرا للتخلى عن استكشاف بعض المناطق نظرا لكثرة عددها.
أمًّا من وجهة النظر الجمالية فنجد أن رسوميات Assassin’s Creed Valhalla لا تقل روعة عن أسلوب اللعب، فقد تم التركيز على التفاصيل بطريقة مثيرة للإعجاب و ستنقلك من جبال النرويج الثلجية إلى مروج انجلترا الخضراء بكل سلاسة، لتكون بذلك أفضل أجزاء سلسلة أساسنز كريد من حيث المؤثرات البصرية و الصوتية، و في الواقع كان هذا منتظرا بما أنها لعبة إطلاق لكلا جهازي الجيل الجديد بلايستيشن 5 و إكس بوكس سيريس إكس.