لماذا أصبح “كاي أو إس” ثالث أكبر نظام تشغيل شعبية ؟

نظام كي أو إس
نظام كي أو إس

أسعار الهواتف حالياً قد تبدأ من 150 دولار وتزيد حتى 1000 دولار، ولكن ماذا إن اخبرتك أن هناك هواتف سعرها 20 دولار؟ وتحتوي على خدمات جوجل ومعظم تطبيقات التواصل الاجتماعي.

لا تستغرب عزيزي القارئ فتلك الهواتف تعمل بنظام ” كاي أو إس “. إذاً فكيف أصبح نظام التشغيل هذا أكبر ثالث نظام تشغيل بعد Android وiOS ؟

النظام مملوك لشركة KaiOS ومركزها الولايات المتحدة الأمريكية وقد اشتهر هذا النظام التشغيلي بعد استخدام شركة نوكيا له في هواتفها الأساسية، فقد شهد نظام التشغيل نمواً كبيراً في مبيعات الهواتف التي تعمل به، حتى أنه تفوق على نظام iOS في الهند وأصبح ثاني أكبر نظام تشغيل شعبية بعد Android.

KaiOS هو إصدار معدل من النظام التشغيلي الخاص بشركة (Mozilla (FireFox OS والذي تخلت عنه الشركة لأنه لم يحقق النجاح المرغوب، نظام التشغيل ذلك كان مفتوح المصدر وكان يعتمد على تشغيل التطبيقات عبر الانترنت بدون الحاجة إلى تحميلها على الهاتف، وبذلك لا توجد حاجة لوضع عتاد ممتاز في تلك الهواتف. وتلك هي طريقة عمل نظام KaiOS فهو نظام مخفف ومزال منه جميع الإضافات التي قد تثقله ليتم تشغيله على الهواتف الاعتيادية.

بفضل سلاسة النظام وقابليته للعمل على أضعف الأجهزة فقد ساعد ذلك الشركات في تصنيع هواتف بأزرار اعتيادية وشاشتها لا تعمل باللمس من اجل خفض تكلفة التصنيع قدر الإمكان، لأن هناك مئات الملايين من سكان الدول النامية لا يستطيعون تحمل تكلفة هاتف ذكي.

المتجر الخاص بالنظام مليء بتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي مثل Facebook وTwitter وYouTube ومؤخراً Whatsapp، وحتى خدمات جوجل مثل مساعد جوجل الصوتي وخرائط جوجل ومن أجل المحافظة على استقرار النظام فإن الشركة المطورة لا تسمح إلا لأفضل البرامج وأسرعها بالظهور على متجرها. يعد مساعد جوجل الصوتي إضافة كبيرة لتلك الهواتف حيث ان استخدامها قد يكون صعباً بسبب لوحة المفاتيح، ولكن الأمور أفضل بكثير إن كان بإمكانك البحث وكتابة الرسائل باستخدام الصوت.

من المميز أيضاً في تلك الهواتف دعمها لشبكات الجيل الرابع، وذلك لأنها تعتمد اعتماداً كلياً على تطبيقات الويب، فإن الاتصال الجيد بالإنترنت عامل أساسي.

قد تتعجب من أن خدمات جوجل متواجدة على تلك الهواتف، فنظام KaiOS منافس شرس لجوجل في سوق الهواتف رخيصة الثمن، إذن فلماذا لم تمنع جوجل تطبيقاتها عن KaiOS مثلما فعلت من قبل مع Windows Phone وكما تفعل حالياً مع أجهزة Amazon Eco؟

الإجابة هي أن جوجل لا تستطيع فعل ذلك، لأن KaiOS موجهة إلى فئة من المستخدمين بعيدة تماماً عن يد جوجل، لذلك بدلاً من الابتعاد عن الصورة تماماً قررت دمج خدماتها بالنظام بل والاستثمار به أيضاً، فقد استثمرت الشركة 22 مليون دولار لتطوير النظام.

تفعل جوجل ذلك من أجل الوصول بخدماتها إلى فئة جديدة وكبيرة من المستخدمين وأتاح لها KaiOS هذه الفرصة، فتخيل أن تصل خدماتك إلى 450 مليون مستخدم جديد، فكر في الأرباح التي يمكن لجوجل تحقيقها في المستقبل.

من الواضح أنَّ KaiOS قد حل أكبر معضلة تواجه أي شركة تحاول الوصول إلى تلك الفئة من المستخدمين ألا وهي كيفية تقديم هاتف بأقل تكلفة بينما تعمل عليه التطبيقات بكفاءة، وبالإضافة لذلك فإن تلك الهواتف تتحمل الظروف القاسية فمثلاً لن تحتاج إلى شحن بطارية الهاتف يومياً لأن عتاد الهاتف لا يستهلك الكثير من الطاقة، وأيضاً تصميم الهواتف أخف وأصغر لذلك ستكون أقل عرضة للكسر أو التلف.

KaiOS قد نجح في تغيير خريطة سيطرة أنظمة التشغيل على سوق الهواتف الذكية، وبفضل الابتكارات المتتالية من الشركة المطورة للنظام فإن مبيعات الأجهزة التي تعمل به في ازدياد يوماً بعد يوم، وكل ذلك نشأ من طريقة مبتكرة لمواجهة مشكلة استعصت على كبار شركات التقنية.