سباق طويل و “إنتل” تواصل الخسارة أمام “آي أم دي” بشكل غريب

إنتل
إنتل

قبل عام 2016 كانت شركة AMD اختفت من ساحة معالجات الحواسيب، فهي لم تكن قادرة على تقديم معالجات تنافس مثيلاتها من Intel، ولكن عند إعلان AMD عن معمارية ZEN الجديدة في 2016 فإن الأمور انقلبت رأساُ على عقب ولأول مرة منذ فترة طويلة أجبرت AMD شركة Intel على تعديل سياساتها وتغيير خطة أسعارها كلياً لتستطيع منافسة AMD التي أغلقت الفجوة بينها وبين Intel عاماً بعد عام حتى تفوقت عليها أخيراً في 2019. إذاً فما سبب تفوق AMD على Intel؟

في عام 2016 كان سعر معالج Intel i7-6900k ذو الثمانية أنوية و 16 مسار للمعالجة يساوي 1100 دولار أمريكي، فأطلقت AMD معالج Ryzen 7 1800 ذو الثمانية أنوية و 16 مسار للمعالجة أيضاً ولكن بسعر 499 دولار أمريكي، أي نصف سعر معالج Intel، بل والأدهى من ذلك إطلاقها لمعالج Threadripper 1950X ذو 16 نواة و32 مسار للمعالجة بسعر 999 دولار فقط، أي ضعف عدد الأنوية في معالج Intel وبنفس السعر أيضاً.

أحدث ذلك ضجة كبيرة وزادت الحماسة حول معالجات AMD والترقب لباقي سلسلة المعالجات القادمة، وكان رد Intel حينها إطلاق معالج i9-7980XE بعدد 18 نواة و36 ثريد ولكن كان سعره 1999 دولار أمريكي وبالطبع كان يتفوق على Threadripper 1950X ولكن فارق السعر الكبير كان غير مبرر.

وسرعان ما ضيقت AMD الفجوة بينها وبين Intel أكثر بإطلاقها للمعمارية الجديد Zen 1 لمعالجات Ryzen وThreadripper، حيث أعلنت عن معالج Treadripper 2990X ذو 32 نواة و64 مسار للمعالجة بسعر 1799 دولار أمريكي فقط، وأداء هذا المعالج كان مقارب جداً لأفضل معالجات Intel ومنها معالج Xeon W-3175X ذو 28 نواة و56 ثريد بسعر 3000 دولار أمريكي.

حاولت Intel انقاذ الموقف سريعاً بإطلاق الجيل التاسع من معالجتها وعلى رأسهم معالج i9-9980XE ذو 18 نواة و 36 مسار للمعالجة بسعر 2000 دولار، وقد تفوق على معالجات AMD بسبب تردد المعالج الأعلى من AMD ودعمه لسرعات ذاكرة عشوائية أكبر، ولكن ظل معالج Treadripper 2990X متفوقاً في أداء التطبيقات التي تحتاج إلى عدد أنوية كبير.

في 2019 أعلنت AMD عن معمارية Zen 2 لمعالجاتها التي ستكون مبنية بدقة 7 نانومتر وذلك كان مدهشاً لأن Intel كانت ماتزال تعتمد على دقة تصنيع 14 نانومتر.

أطلقت AMD الجيل الثالث من معالجات Ryzen وعلى رأسهم معالج Ryzen 9 3950X ذو 16 نواة و 32 مسار للمعالجة بسعر 750 دولار فقط، والمعمارية الجديدة تعد نقلة كبيرة في أداء المعالجات وزيادة تردداتها مما جعلها أقوى بكثير من معالج i9-9980XE وبثلث السعر تقريباً. كان على Intel الرد بسرعة لذلك أطلقت معالج Intel i9-10980XE ذو 18 نواة و36 ثريد بسعر 1000 دولار فقط أي بنصف السعر فقط مقارنة بالجيل السابق، وهذا شيء كان مستحيل حدوثه لولا المنافسة الشديدة من AMD.

إطلاق AMD التالي كان ساحقاً حيث أطلقت معالج Threadripper 3960X ذو 24 نواة و 48 مسار للمعالجة بسعر 1399 دولار أمريكي، ومعالج Threadripper 3970X ذو 32 نواة و64 ثريد بسعر 1999 دولار أمريكي، والمراجعات الأولية لهذه المعالجات تظهر أن أدائها مماثل لأداء معالج Intel i9-10980XE فيما يتعلق بالتطبيقات التي تعتمد على تردد الأنوية، وتتفوق بمراحل في التطبيقات التي تعتمد على تعدد الأنوية.

من المذهل أن AMD انتقلت في وقت قصير من انتاج معالجات بثمانية أنوية إلى معالجات بـ 32 نواة، وانتقلت بدقة التصنيع من 14 نانومتر إلى 7 نانومتر.

المستقبل يبدو قاسياً على Intel فعلى الرغم من إعلان الشركة عن معالجات الجيل العاشر المبنية بدقة تصنيع 10 نانومتر، وتلك المعالجات الجديدة قد تحسن أدائها بنسبة 10% مقارنة بالجيل السابق، بالإضافة إلى استهلاك أقل للطاقة، إلا أن Intel لن تظل بمأمن طويلاً فمعمارية Zen 3 الجديدة التي سوف تعلن عنها AMD قريباً سوف تقلب الطاولة تماماً لصالح AMD.

في النهاية إن كنت شخص مهتم بصناعة المحتوى فإن معالجات AMD هي الخيار الصحيح، وحتى إن كان استخدامك الأساسي للألعاب فلا أظن أن تفوق Intel البسيط على AMD في أداء الألعاب يستحق فارق السعر الغير مبرر بينهما.

إن لم تعدل Intel من استراتيجياتها قريباً فأظن أن AMD ستطيح بها تماماً من عرش المبيعات الذي طالما تربعت عليه هذه الأولى لعقود.