استوديو Frontier Developments هو حتما أحد أفضل مطوري ألعاب المحاكاة الإدارية على الإطلاق، فقط ساهم في التقدم و التجديد الذي عرفته هذه الفئة من الألعاب من خلال عدة عناوين أهمها لعبة Planet Coaster التي شهدنا أول إصدار لها سنة 2016 على الحواسيب لتبهرنا طيلة السنوات الأربع بمزيج من الاستراتيجية و الإبداع في إدارة المنتزهات، و الآن فتحت اللعبة أبوابها في وجه جمهور جديد من اللاعبين الذين يفضلون استعمال أجهزة اللعب بلايستيشن و إكس بوكس، و ذلك من خلال نسختها الجديدة Planet Coaster: Console Edition ، و لكن الاختلاف الكبير بين الأجهزة، خاصة فيما يتعلق بعدد أزرار التحكم المتاحة، يدفعنا تلقائيا إلى التساؤل حول مدى نجاح هذه الأخيرة في نقل تجربة اللعب الحيوية بكل تفاصيلها و كيف اسطاعت التعامل مع كل التحديات.
فور الدخول للعبةPlanet Coaster Console Edition ستجد نفسك أمام ثلاثة اختيارات تخص أطوار اللعب، أولها طور المهنة – Career mode الذي يعتبر بمثابة جوهر التجربة ككل، ففيه ستتعرف على كيفية التعامل مع الميكانيكيات المتنوعة أثناء لعبك دور مالك منتزه مبتدئ تناط له مهمة إنقاذ مجموعة من المنتزهات من الفشل المحتوم من خلال إنهاء بعض الأهداف، و سيرافقك في مهمتك مجموعة من الشخصيات التي ستساهم في توجيهك مثل مختص الحدائق Oswald B. Thompson و مجموعة من الخبراء الآخرين كالمراهقة Lucy Summer ، و غيرهما من الشخصيات التي ستجدها بجانبك لتقديم الاستشارة بطريقة أبعد ما يكون عن النمطية، فأحيانا تتعاكس آراؤهم مسببة جدالات حول ما هو في مصلحة المنتزه، أما وجهة نظرك كلاعب في خضم كل تلك المتغيرات فدون شك ستكون مليئة الإعجاب و الانبهار بذلك التركيز الكبير على أدق تفاصيل الإدارة بطريقة لا نراها في ألعاب المحاكاة الأخرى، فهي تبقيك طوال الوقت منتبها و مشغولا بملاحقة الحقائق و الأرقام من أجل النجاح في بلوغ كل الأهداف.
أما في حالة لم تكن من محبي اللعب تحت الضغط الذي تفرضه عليك الإدارة المالية للعبة Planet Coaster فحينها يمكنك اختيار اللعب بالخيار الثاني المتمثل في طور Sandbox الذي يمنحك مجالا واسعا للإبداع و التصميم بكل حرية دون أي قيود، و أخيرا نجد طور التحدي – Challenge Mode الذي يتيح لك قدرا من الحرية كما هو الشأن مع الطور السابق، و لكن هذه المرة يتوجب عليك في الوقت ذاته السعي إلى انهاء التحديات التي سيقدمها لك مع إمكانية الاختيار بين أربعة مستويات من الصعوبة، و بإنجاز تلك التحديات الاختيارية يمكنك أن تجني بعض المال الإضافي.
ما يميز Planet Coaster : Console Edition هو أنها ستمنحك جرعة من الإدمان بغض النظر عن الطور الذي ستختار، ففور البدء فيها لن تستطيع التوقف عن بناء منتزهك و الحرص على السيطرة على كل جوانب الإدارة بما في ذلك سعادة الموظفين، السمعة و رضى الزوار، أما أسلوب اللعب فنجد أنه لا يختلف كثيرا عن نسخة الحاسوب، فهو لا يزال يرتكز أساسا على ضرورة إيجاد مصادر دخل من خلال تسعير رسوم الدخول بشكل ملائم و توفير بيئة محببة للزوار مع مراقبة عدة مؤشرات تدل على مدى سعادتهم أو الأشياء التي يتوقعونها منك، بالإضافة إلى ضرورة الحد ما أمكن من الإنفاق مع ترك قدر من المال لتسيير شؤون الموظفين، هذا و تمنحك هذه اللعبة العديد من الخيارات بما في ذلك إمكانية إطلاق حملات إعلانية لزيادة الوعي بالمنتزه أو حتى الحصول على قرض من أجل تجديد المرافق و التجهيزات للحفاظ على رضى الضيوف بإدخالهم في تجارب جديدة.
من جهة أخرى نجد بأن التحكم في كل تلك العناصر المتنوعة ليس أمرا بديهيا في Planet Coaster: Console Edition ، و قد كانت هذه المسألة متوقعة من البداية، فالنسخة الأصلية موجهة للعب على الحواسيب و تعتمد على الماوس و لوحة المفاتيح من أجل التحرك و الاختيار من بين القوائم المختلفة، و هذا ما يصعب على ذراع التحكم بأزرارها المحدودة أن تجابهه، و لكن على نحو غير متوقع نجد بأن المطورين قد نجحوا في التغلب على تلك العوائق و قدموا لنا في نهاية المطاف ميكانيكيات تحكم جديدة تتوافق مع متطلبات أجهزة اللعب، و لكن يجب أن تكون جاهزا لقضاء بضعة ساعات من التعلم في البداية لتتعرف عليها جميعا، لتجد نفسك بعدها قد انغمست في اللعبة و تأقلمت معها حتى إن كنت مبتدئا.
و أخيرا يصل بنا الحديث إلى الرسوميات التي تبدو جيدة للغاية خاصة على أجهزة الجيل الجديد التي يمكنها تشغيل Planet Coaster بدقة 4k مع معدل 60 إطارا في الثانية، مما يجعل المناظر الملونة و الشخصيات تبدو نابضة بالحياة، مع ذلك قد تواجه بعض الأخطاء البسيطة عند التكبير إذ سيظهر الزوار كأنهم يصطدمون ببعضهم البعض مع افتقار ملامحهم للتفاصيل، و لكن هناك العديد من العناصر البصرية الأخرى التي تغطي على هذا النقص. و بالنسبة للصوتيات نجد أنها مرضية، فاللعبة تضم كل الأصوات التي تتوقع سماعها في حديقة ملاهي بداية من ضجيج الآلات و وصولا إلى صرخات الزوار المتحمسين، و ينطبق القول ذاته على الأداء الصوتي و الموسيقى الخلفية.
