بعد طول إنتظار تم إصدار الجزء المميز من Resident Evil بنسخة محسّنة على أجهزة الجيل الجديد بلايستيشن 4 و اكسبوكس ون ، واليوم نشارككم بمراجعة لعبة ريزدنت إيفل 3 ريميك:
يواجه العالم في هذه الفترة انتشارا مهولا لفيروس كورونا، و في عز هذه الأزمة الصحية تأتينا شركة CapCom بلعبة ريزدنت إيفل 3 التي تدور في نفس السياق تقريبا، حيث تشهد مدينة Raccoon انتشار فيروس T الذي يحول المصابين به إلى كائنات زومبي خطيرة و متعطشة للدماء، فتعود بطلة الجزء الأول Jill Valentine برفقة Carlos و باقي أعضاء منظمة S .T .A .R .S ليكشفوا عن ملابسات انتشار ذلك الفيروس و علاقته بشركة Umbrella ، و ذلك مع محاولة الفرار من الوحش المستبد Nemesis الذي يسعى وراءهم.
لقد شهدت لعبة Resident Evil رواجا كبيرا سنة 1996 و حازت على اهتمام قاعدة جماهيرية كبيرة من اللاعبين الذين انبهروا بما قدمته لهم من واقعية قل نظيرها آنذاك، و عقب نجاح الجزء الثاني تم إصدار لعبة Resident Evil 3: Nemesis سنة 1999 لكن هذه المرة بتوجه حركي جديد و عدد من التقنيات المتطورة كالمراوغة ، الدوران السريع و حتى القدرة على صنع الذخائر، و الأهم هو بيئة اللعب التفاعلية و التحكم الديناميكي الذي تفوق على ألعاب ذلك الجيل، و هذا ما دفع الشركة المطورة إلى إعادة إحيائها بنسخة ريميك مطورة تحتفظ بنفس قصة و مزايا الإصدار الأصلي و لكن ترتقي بها لتتناسب مع متطلبات الجيل الحالي.
و منذ أول إطلالة لك على Resident Evil 3 الجديدة ستنبهر بمشهد تقديمي ممتع و حماسي، و لكن لن يدوم انبهارك طويلا، فسرعان ما يتراجع مستوى اللعبة، لتدخل في مهمات اعتيادية لا تحمل أية مفاجآت، و ستكون مألوفة لمن لعب ريميك Resident Evil 2 الذي صدر السنة الماضية (2019)، و الخطأ الذي وقعت فيه Capcom هو محاولتها إضفاء لمسة دراماتيكية لم تكن ذات فائدة تذكر، و لكن هذا لا يعني فشل اللعبة، إذ ستشعر فيها بضغط كبير خصوصا في مواجهة الوحوش الرئيسية التي تتطلب قدرا كبيرا من المهارة. و ستزيد محاولة الهروب من Nemsis المهمة صعوبة، فقد أصبح أكثر قوة و إرعابا من أي وقت مضى، و سيسبب لك توترا كبيرا بضخامته و مهاراته الهجومية المتفوقة،
و هذا ما سيدفعك إلى التفكير في الهروب فور لقائه، و لكن لن تتمكن من ذلك ما لم تبطئ تقدمه سواء بالقنابل اليدوية أو باستغلال بيئة اللعبة في صالحك كأن تضع برميلا متفجرا في مساره أو تُفَعِّل مولد الطاقة لصعقه. و لكن من المؤسف أن ضراوة هذا الوحش الشرس لا تظهر سوى في بداية اللعب، ثم سينقص حضوره بعد ذلك تدريجيا.
و على غرار ريميك الجزء الثاني، لم تلتزم Resident Evil 3 بكل ما جاء في نسختها الأصلية، فالمعارك ضد الوحوش الرئيسية أصبحت أكثر إثارة، و لم تعد مضطرا إلى الاختيار بين سيناريوهين مختلفين بل ستلعب بشخصيتي Jill و Carloss في نفس القصة بنهاية واحدة، ولكنك لن تملك حرية الاختيار بينهما فهو يتحدد حسب التطورات. و لكن لم يكن النجاح حليف اللعبة طوال الوقت، فقد كنا نتطلع إلى تطوير المحتوى بأكمله بدل الاكتفاء بإعادة صياغة بعض المشاهد و تطويرها على حساب مشاهد أخرى حذفت تماما. و أكثر ما يزعج هو مدة اللعب القصيرة التي لا تتجاوز سبع ساعات كحد أقصى، فسريعا ما ستنتهي منها خاصة و أنها لا تتضمن سوى عدد قليل من الألغاز السهلة.
و لهذا الجزء مميزات أخرى، ففقد تمرد على ما عودتنا عليه لعبة Resident Evil و جاء بوفرة في العتاد مع الاعتماد أكثر على الأعداد الكبيرة من الوحوش التي تتدفق من كل جانب، مما يدفعك إلى مصارعة الزمن لصدها قبل أن يتمكن Nemesis من التحكم بها و جعلها أكثر ضراوة، و لكن في المقابل أصبح القضاء عليها أقل حدة نوعا ما، و يرجع ذلك إلى محاولة الاستوديو المطور الاقتصاد في ذاكرة الفيديو لضمان ثبات اللعب ب 60 صورة في الثانية حتى في أكثر الأماكن ازدحاما، لكن رغم ذلك تحتفظ اللعبة بقدر من الوحشية التي عهدناها، فبإمكانك رؤية أشلاء الخصوم و هي تتناثر و لكنها ستختفي فورا بمجرد سقوطها على الأرض.
أما فيما يخص نوعية الوحوش فليس هناك تجديد يذكر، فمعظمها مستوحى من الإصدار الأصلي مثل الصيادين و كلاب الزومبي… بالإضافة إلى بعض الوحوش من ريميك السنة الماضية، و لمواجهتها ستملك ترسانة متنوعة من الأسلحة التي تتراوح بين البندقيات و القنابل اليدوية و السكاكين التي لم تعد قابلة للتدمير كما كانت من قبل، لكن المواجهة ليست الحل الأنسب دائما، فهناك لحظات تحتدم فيها المعركة فتضطر إلى استخدام تقنية المراوغة حتى تنجو.
و زيادة على ذلك تأتي RE3 بطور اللعب الجماعي Resistance حيث يتواجه أربعة لاعبين من الناجين الذين تتمثل مهمتهم في محاولة الهروب و قتل وحوش زومبي يتحكم بهم اللاعب الخصم الذي يجسد دور Mastermind ، و أثناء هذه المواجهة سيتوجب على الناجين إنجاز المهام المنوطة بهم ضمن مدة زمنية محددة، و لن يتاح لهم مجال للخطأ، فالـ Mastermind سيكون لهم بالمرصاد لمنعهم من التقدم بشتى الوسائل و الطرق، و سيملك الأفضلية في ذلك فهو يتميز برؤية واسعة النطاق يعتمد فيها أساسا على كاميرات المراقبة.
كما سيستطيع النظر من خلال أعين الزومبيز التابعين له، في المقابل لا يتوفر الناجون على العديد من الإمكانيات سوى بعض المهارات التي ينفرد بها كل لاعب على حدة كالتشويش على الكاميرات أو معالجة الزملاء… و هذا التباين يجعل اللعب بهم أقل متعة و إثارة. و لكن على الرغم من ضعف ميكانيكيات اللعب في هذا الطور إلا أننا قد نتقبله لأنه يطيل من أمد اللعب قليلا.
و أكثر ما يثير الإعجاب في اللعبة هو مستواها الرسومي الرائع، فقد نجح محرك RE ENGINE الخاص بشركة Capcom في إظهار تفاصيل الشخصيات و البيئة بشكل متقن، كما أبدع المطورون في المؤثرات الخاصة كالإضاءة و الغبار المتناثر مما جعل اللعبة أكثر واقعية، و طبعا مستوى Nemesis و باقي الوحوش لم يكن أقل إبهارا فقد أصبحت مرعبة للغاية، و تعزز ذلك بالصوتيات التي تضاهي الرسوميات جودة، إذ ستجتمع ألحان اللعبة مع أصوات الوحوش و الشخصيات لتخلق جوا مشحونا بالرعب و التوتر.
